X
Advertising

نجاة شاب بعد 40 ساعة سباحة نحو سبتة

الأمس 12:00
نجاة شاب بعد 40 ساعة سباحة نحو سبتة
بقلم: Harbal Wafae
Zoom

نجا الشاب المصري رافي نادي (23 عامًا) بعد 40 ساعة من السباحة في عرض البحر الأبيض المتوسط، من ساحل مدينة الفنيدق نحو مدينة سبتة المحتلة، برفقة صديقه الذي لا يتجاوز 17 عامًا.

في مساء 14 يوليوز، انطلق الشابان في رحلة السباحة التي كانت تبدو لهم في البداية وكأنها مغامرة قابلة للتنفيذ. كان الهدف الوصول إلى سبتة خلال 5 أو 6 ساعات، وهي مسافة تقدر بـ 40 كيلومترًا، ولكن الواقع كان أكثر قسوة مما تخيلوا. البحر الأبيض المتوسط كان شاهدًا على آلاف القصص المشابهة، التي أودت بحياة الكثيرين ممن حاولوا عبوره بحثًا عن حياة أفضل.

في الساعات الأولى من الرحلة، واجه الشابان أمواجًا عاتية، وأدى عنف التيارات إلى تفرقهما. بينما استمر صديقه في محاولاته للوصول إلى بر الأمان، وجد نادي نفسه وحيدًا، في عرض البحر، يطفو على سطح المياه بلا زاد، ولا أي وسيلة اتصال. كانت تلك الساعات كفيلة بأن تجعل أمل النجاة يذوب أمام عينيه.

مع مرور الوقت، أدرك نادي أن الحسابات الأولية كانت خاطئة، وأن المسافة أطول مما كان يتصور. حاول عدة مرات جذب انتباه السفن التي كانت تبحر بالقرب منه، لكن لم يستجب له أحد.

بعد أكثر من 100 كيلومتر قطعها في البحر، وجد نادي بصيص أمل عندما رآه أفراد عائلة إسبانية كانوا في طريقهم إلى جزر البليار. ألقوا له حبلاً، وسحبوه من المياه، ليتم نقله إلى السلطات الإسبانية في ميناء ملقة. هناك، تلقى الرعاية الطبية والعلاج اللازم قبل أن يُنقل إلى مركز إيواء.

ورغم نجاته من الموت، لم تكن نهاية الرحلة كما توقعها نادي. فبعد أسبوعين في مركز الاستقبال التابع للصليب الأحمر، لم يجد نفسه في الوضع الذي كان يأمله. "كنت أظن أنني سأبدأ العمل فور وصولي، لكنني اكتشفت أن الواقع مختلف. من دون أوراق، كل شيء يصبح صعبًا"، قال نادي، وهو يعبّر عن يأسه من عدم وجود فرصة حقيقية للاندماج في المجتمع الإسباني.



إقــــرأ المزيد