مناهضو التطبيع يدخلون على خط "حذف فلسطين" من امتحان بالبيضاء

أثار قرار مفاجئ من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالفداء مرس السلطان جدلاً واسعاً بعدما سحبت، في آخر لحظة، موضوع امتحان اللغة العربية الموجه لتلاميذ السنة السادسة ابتدائي، بسبب تضمنه نصاً أدبياً حول القضية الفلسطينية. خطوة اعتبرتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع اعتداءً سافراً على قيم التضامن، مطالبة بفتح تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين عما وصفته بـ"العمل الخياني".

النص الذي أُقصي من الامتحان كان يروي حلم لاجئ فلسطيني بالعودة إلى وطنه، بعيداً عن واقع المخيمات. بيان الجبهة، شدد على أن النص تمت صياغته في إطار الاحترام الكامل للضوابط التربوية والمعايير المرجعية للامتحانات، مؤكداً أن موضوعه يتعلق بحق العودة، الذي لا يسقط بالتقادم، والمكفول بموجب قرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار 194.

الجبهة، التي تضم هيئات حقوقية ونقابية من مختلف التوجهات، أدانت بشدة ما اعتبرته "تطبيعاً تربوياً خطيراً"، يهدف إلى محو القضية الفلسطينية من الوعي الجماعي للناشئة، وخلق جيل متصالح مع النكبة والرواية الصهيونية، على حد تعبيرها. كما اعتبرت أن هذه الواقعة ليست حادثاً معزولاً، بل امتداد لسياسة تطبيعية متواصلة تنخرط فيها مؤسسات الدولة بشكل ممنهج.

تجدر الإشارة إلى أن هذا القرار جاء عقب مراسلة من مفتش تربوي، عبّر فيها عن تخوفه من إثارة النص لـ"حساسية وطنية" بسبب طابعه السياسي، وهو ما دفع المديرية إلى التدخل العاجل والتواصل مع المفتشة المشرفة على إعداد الامتحان، مطالبةً إياها بتعديله أو استبداله، الأمر الذي فجّر موجة من الانتقادات داخل الأوساط التربوية والحقوقية.