سفينتان كهربائيتان تربطان طنجة وطريفة
أعلنت شركة النقل البحري الإسبانية "Baleària"، يومه الثلاثاء 24 يونيو الجاري بمدينة طنجة، عن إطلاق مشروع بيئي طموح يهدف إلى ربط ميناء طنجة بميناء طريفة الإسباني، باستخدام سفينتين كهربائيتين بالكامل وخاليتين من أي انبعاثات، ستدخلان الخدمة اعتباراً من سنة 2027.
وجاء الكشف عن هذا المشروع خلال حفل رسمي حضره وزير النقل واللوجستيك "عبد الصمد قيوح"، والسفير الإسباني لدى المغرب "إنريكي أوخيدا"، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، من بينهم رئيس سلطة ميناء الجزيرة الخضراء، ورئيس ميناء طنجة المدينة، فضلاً عن الكاتب العام الإسباني للنقل البحري والجوي، ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة. وسيشمل المشروع بناء سفينتين توأمتين في ورش بناء السفن بإسبانيا، مع تجهيز موانئ طنجة وطريفة بالبنية التحتية اللازمة لشحن السفن بالكهرباء.
وأوضح "قيوح"، أن هذا المشروع يتماشى مع استراتيجية المملكة لتطوير النقل المستدام وضمان تنقل مرن وصديق للبيئة، خصوصاً خلال عملية "مرحبا" التي تنظم سنوياً تحت إشراف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، لخدمة المغاربة المقيمين بالخارج.
وأضاف وزير النقل واللوجستيك، أن الوزارة خصّصت أسطولاً بحرياً يضم نحو 29 سفينة، بطاقة استيعابية أسبوعية تصل إلى نصف مليون مسافر و130 ألف مركبة، موزعة على أربعة موانئ مغربية و12 ميناء أوروبياً، بهدف الإستجابة للطلب المتزايد وتحسين ظروف عبور الجالية.
من جانبه، صرح المدير العام لشركة "Baleària"، "جورج بسول"، أن السفينتين الجديدتين ستعتمدان على محركات كهربائية بقوة 16 ميغاواط، تغذيها بطاريات بسعة ضخمة تصل إلى 11،500 كيلوواط/ساعة، ما يتيح لهما الإبحار بين طنجة وطريفة دون إصدار أي انبعاثات ملوثة.
وأكد "بسول"، خلال عرض تقني للمشروع، أن هذه السفن ستمثل ثورة في النقل البحري، إذ ستتمكن من تحقيق أهداف الحياد الكربوني قبل عام 2050، وبالتحديد اعتباراً من 2027، بفضل الدفع الكهربائي الذي لا يقلل فقط من الانبعاثات بل أيضاً من الضوضاء والاهتزازات.
وأشار إلى أن كل سفينة ستُزود بأربعة مولدات ديزل للطوارئ بقوة إجمالية تصل إلى 11،200 كيلوواط، لضمان استمرارية العمل في الحالات الاستثنائية، فيما سيتم شحن البطاريات خلال توقف السفينة لمدة ساعة في الميناء. موضحاً أيضاً أنه لتأمين عمليات الشحن السريعة، ستُركب محطات تخزين كهربائية في الميناءين بقدرة 8 ميغاواط/ساعة لكل منهما، إضافة إلى توفير قدرة كهربائية أرضية تصل إلى 5 ميغاواط في طريفة و8 ميغاواط في طنجة. كما ستعتمد عملية الشحن على ذراعين آليتين متطورتين، قادرتين على شحن البطاريات خلال 40 دقيقة فقط.
ويبلغ عرض كل سفينة 25 متراً، وتستوعب 804 ركاب و225 مركبة، مع سرعة قصوى تصل إلى 26 عقدة. أما من حيث الراحة، فستتميز السفن بتصاميم داخلية واسعة ومضيئة، مزودة بكافة وسائل الراحة، فضلاً عن نظام توازن "Foil" لتقليل حركة الأمواج وتحسين استقرار السفينة أثناء الإبحار. إضافة إلى ذلك، تتمتع السفن بقدرة عالية على المناورة بفضل وجود زعانف أمامية وأربع دفات، ومنحدرين خلفيين لتسهيل عمليات صعود ونزول المركبات بسرعة وكفاءة داخل الموانئ.