من يكون الشيخ منير؟ البودشيشي الذي يجمع بين الثرات الصوفي والحداثة

جلال رفيق

تولى الدكتور منير جمال الدين حمزة القادري البودشيشي، البالغ من العمر 51 عاماً، قيادة الزاوية البودشيشية أمس الجمعة بعد وفاة والده الشيخ جمال الدين القادري البودشيشي.

 
تم تعيينه شيخاً بشكل رسمي وفقا لوصية والده التي تم تلاوتها علانية، مما يعكس انتقال الزعامة بطريقة سلسة ومُخطط لها.

المسار الأكاديمي

حصل الشيخ منير على إجازته في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب بوجدة عام 1994. وبعد ذلك، أكمل دراسته وحصل على إجازة أخرى في العلوم الاقتصادية في 1995. 
تابع تعليمه العالي وحصل على دبلوم في تسيير المقاولات من جامعة كرونبل بفرنسا، بالإضافة إلى دراسات متخصصة في الأنثروبولوجيا السوسيولوجية.

فاز بعدة درجات دكتوراه، بما في ذلك واحدة في علوم الأديان من جامعة السوربون، وأخرى في الدراسات الصوفية، حيث تناول دراسته كتاب "قوت القلوب" لأبي طالب المكي. يعكس مساره الأكاديمي تنوعه وإلمامه بمجالات متعددة.

الدور في الزاوية البودشيشية

قبل توليه منصب شيخ الزاوية، كان منير القادري بودشيش يمارس دورا حيويا كنائب للطريقة القادرية البودشيشية ومدير الملتقى العالمي للتصوف.
 قام بتنظيم هذا الحدث الذي يجمع باحثين ومهتمين من مختلف البلدان، حيث يناقش قضايا دينية وفكرية معاصرة.

المسؤوليات الأكاديمية والدينية

انخرط الشيخ منير في مجموعة من المسؤوليات الأكاديمية والدينية، حيث تولى إدارة المركز الأورو-متوسطي لدراسة الإسلام اليوم في فرنسا وعمل كأستاذ للمالية الإسلامية في جامعة دوفين. كما كان عضواً في المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ورئيساً للجنة الرقابة الشرعية في المجلس الأوروبي المستقل للمالية الإسلامية.

المساهمات الفكرية

ألّف الشيخ منير العديد من الكتب التي تناقش التصوف من جوانبه الروحية والفكرية والسياسية. 
من أبرز أعماله "التصوف والدبلوماسية الروحية" و"التصوف ومواجهة التطرف"، حيث تمثل كتاباته مزيجاً من البحث الأكاديمي والتحليل مع التركيز على التنمية الروحية والاجتماعية.

 الانفتاح على العالم المعاصر

يمثل منير القادري البودشيشي نموذجاً لشخصية دينية تتوازن بين التراث الصوفي العريق والحداثة. يشارك في مؤتمرات دولية تتناول مواضيع مثل التصوف والحوار بين الثقافات ومواجهة التطرف، مما يعكس فهماً عميقاً للقضايا المعاصرة واتجاهات المجتمع الحديث.

مستقبل الزاوية البودشيشية

من المتوقع أن تتجه الأنظار إلى الشيخ منير في الفترة المقبلة لمعرفة التجديدات التي سيُدخلها على الزاوية والقرارات التي سيتخذها بشأن مستقبلها. بالنظر إلى خلفيته وأسلوبه القيادي، من المتوقع أن يحافظ على منهج والده، مع إضفاء لمسات حديثة تتناسب مع السياق المعاصر.