لزرق يكتب: "ديمقراطية الفساد" تتحول من ممارسات لا أخلاقية لحقوق شعبية
قال رشيد لزرق، المحلل السياسي، وأستاذ القانون الدستوري، " تُمثل "ديمقراطية الفساد" ظاهرة مجتمعية خطيرة تتجاوز مفهوم الفساد التقليدي، حيث تتحول الممارسات اللاأخلاقية من سلوكيات منبوذة إلى حقوق شعبية مطالب بها".
وأضاف لزرق في مقال رأي على موقع "ولو"، أن " في هذا النموذج المشوه، لا يطالب المواطنون بالقضاء على الفساد، بل بتوزيعه بشكل "عادل" ليشمل الجميع، فتصبح الرشوة والمحسوبية والغش حقوقاً ديمقراطية يجب أن يتمتع بها كل فرد في المجتمع". مضيفا، " هذا التطبيع مع الفساد يخلق توازناً مدمراً حيث يقبل الناس بوجود الفساد شريطة أن يكون لهم نصيب منه، مما يؤدي إلى تآكل المعايير الأخلاقية والقانونية تدريجياً ".
وتبع، " إن خطورة هذه "الديمقراطية" تكمن في كونها تحول الفساد من مرض اجتماعي إلى نظام حياة، حيث يصبح الصدق والنزاهة استثناءً وليس قاعدة. في سياق التعليم، تترجم هذه الظاهرة إلى قبول واسع للغش في الامتحانات، ليس من منطلق الضرورة فحسب، بل من منطلق "الحق المكتسب" الذي يجب أن يتمتع به كل طالب. هذا التشويه للقيم يدمر جوهر العملية التعليمية ويحولها من أداة لبناء الكفاءات إلى مسرح لتكريس اللامساواة والظلم، مما يتطلب ثورة ثقافية حقيقية لإعادة بناء منظومة القيم المجتمعية على أسس سليمة".