قفشات المشاهير.. محمد رويشة وحكاية توثيق أملاكه باسم والدته

 يرصد لكم موقع "ولو.بريس" في إطار سلسلة رمضانية يومية بعض الطرائف و"القفشات" لسياسيين، ومثقفين، ورجال الأعمال والإقتصاد المغاربة، وذلك من أجل تقديم مادة تجمع بين المتعة والترفيه والإستفادة.

يعتبر الراحل محمد رويشة، من الفنانين المغاربة الموهوبين الذين بصموا الفن الأصيل و الملتزم بقضايا وهموم الناس، حيث جعل منه لساناً يفصح عن ما يخالج صدور الناس، بطريقة ناعمة تغزو قلوب وأحاسيس كل أطياف المجتمع.

وأشار الراحل في أحد الحوارات التلفزيونية إلى أن الصدفة لعبت دوراً مهماً في شهرته ووصوله لقلوب المغاربة بطريقته البسيطة والعميقة، وذلك بسبب انقطاعه عن الدراسة، التي تركها في سن مبكرة  لإكراهات عائلية.

وقال صاحب "إيناس إيناس"، إن حبه لآلة "لوتار"، (يشبه آلة العود مع بعض الإختلافات)، راجع لأنها آلة تراثية أصيلة تعزف عليها مقامات فن الملحون، وكذا الفن الأمازيغي والعيطة بكل أنواعها، مما جعله يضيف بها "وتراً" لكي يوصل نغماتها بطريقة ساحرة.

والمعروف أن رويشة كان مقرباً من أمه "لالة عايشة"، ما جعله يرفض مغادرة مدينته المحبوبة خنيفرة، والاستقرار بالمدن الكبيرة، كما فعل غيره من الفنانين، الذين يفضلون مدن الرباط والدار البيضاء، على اعتبار أنها مدن تجعل الفنان قريبا من كل جديد، ومتصلاً بشكل مباشر مع باقي أطراف الثقافة والفن.

ومن الطرائف التي حكاها الراحل عن علاقته ب"لالة عايشة"، التي كان يستشيرها في أموره الشخصية والفنية، أنه في يوم من الأيام قام بتوثيق كل أملاكه باسمها، حيث قال:" كتبت كل ما أملك بسمية "مي"، ومن جيت للدار قلت لمراتي راه كل شي ديالها واحن غير ضيوف عندها".

وأضاف أنه قام بهذه الخطوة تجاه أمه لكي لا تحس يوماً بأنها عبء على زوجته، ومن جهة كي يبين لزوجته أن "لالة عايشة"، هي أغلى ما يملك، و أنها هي صاحبة الأمر والنهي في كل الأمور التي تهم الأسرة.

ونشير إلى أنه رغم مرور 6 سنوات على رحيل الفنان الكبير رويشة، إلا أن ما تركه من فن أصيل ومتجدر سيظل حاضرا في ذاكرة الأجيال.