تزامنا وموجة الحر.. العطش يهدد دواوير ضواحي مراكش
تعاني عشرات الأسر في دوار “كوكو” والمناطق المجاورة بجماعة تسلطانت، التابعة للنفوذ الترابي لعمالة مراكش، أوضاعاً اجتماعية قاسية في ظل غياب الماء الصالح للشرب، حيث تتجسد يومياً ملامح معاناة إنسانية عميقة لا تزال تنتظر التفاتة حقيقية من السلطات الجهوية.
ويؤكد سكان الدوار أن ما يعيشونه لا يمكن اختزاله في أزمة مؤقتة مرتبطة بندرة المياه أو التغيرات المناخية، بل هو نتيجة مباشرة لتقصير واضح تتحمله الجماعة المحلية، باعتبارها المسؤولة عن تدبير الشأن العام وضمان أساسيات العيش الكريم، كما يقر بذلك الإطار القانوني المنظم للجماعات الترابية.
ويرى المتضررون أن مسؤولية الجماعة لا تقتصر فقط على الإشراف، بل تشمل أيضاً توفير البنيات التحتية الحيوية، وعلى رأسها تزويد الساكنة بالماء، باعتباره حقاً دستورياً يضمنه الفصل 31 من الدستور المغربي. ويعتبر هذا الوضع تجسيداً صارخاً لخلل عميق في توزيع العدالة المجالية، في ظل هشاشة المشاريع الاجتماعية وضعف الحكامة الترابية.
وتعبر الساكنة عن استيائها من الحصيلة التي وصفوها بالهزيلة للمجلس الجماعي الحالي، الذي فشل، حسب تعبيرهم، في صياغة رؤية تنموية واضحة رغم الموارد التي تتوفر عليها الجماعة، والتي تُعد من بين الأغنى على مستوى الجهة.
وتأتي هذه الأزمة في سياق سياسي مضطرب، بعد الاستقالة المفاجئة لرئيسة المجلس السابقة، زينب شالة، المنتمية لحزب الأصالة والمعاصرة، وما تبعها من تولي عبد القادر الحباب رئاسة الجماعة وسط أجواء مشحونة، عنوانها غياب الانسجام داخل المجلس، ما زاد من تأزيم الوضع المحلي وزرع الشكوك حول قدرة المجلس الجديد على إخراج المنطقة من عزلتها الخدمية.