تحويط شبه كلي لحريق غابة بالمضيق

مكنت الجهود التي قام بها كل المتدخلين من التحويط شبه كلي لحريق غابة "كدية الطيفور" الواقعة بتراب عمالة المضيق - الفنيدق، الذي اندلع يوم الإثنين الماضي. هذا ما أكده "عثمان العزاوي"، المدير الاقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بتطوان.

وقال "عثمان العزاوي"، في تصريح صحفي، إن التدخلات الجوية والبرية مكنت من تحييد خطورة الحريق بصفة كبيرة، مضيفا أن المتدخلين منكبون على إزالة البؤر الصغيرة المشتعلة للحد نهائيا من انتشار النيران وتفادي مخاطر انتقال وإعادة انتشار الحريق، الذي أتى على نحو 125 هكتارا من الغطاء الغابوي، ويتشكل من شجر الأوكالبتوس والصنوبر والأعشاب الثانوية. 

وأشار المدير الإقليمي للمياه والغابات بتطوان، إلى أن سرعة انتشار الحريق وصعوبة مواجهته ساهمت فيها صعوبة التضاريس وكثافة الغطاء الغابوي وهبوب رياح قوية على المنطقة، مبرزا أن الحريق الغابوي استنفر كافة السلطات والمصالح المعنية، إذ تمت تعبئة عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وعمال الإنعاش الوطني والمياه والغابات، بتنسيق تام مع السلطات الإقليمية والمحلية.

وسجل المسؤول ذاته، أن عمليات التدخل الجوي، التي أمنتها 3 طائرات من نوع "كنادير" المتخصصة في إخماد الحرائق، والتي بلغ عدد طلعاتها الجوية 138 طلعة، مكنت من إطفاء النيران الخطرة والحيلولة دون انتشارها رغم الظروف الطبيعية غير المساعدة.

وكانت السلطات المحلية بعمالة المضيق - الفنيدق، قد أفادت بأن 3 من أفراد المديرية العامة للوقاية المدنية لقوا مصرعهم، فيما أصيب اثنان آخران بجروح بليغة إثر سقوط المركبة التي كانوا يستقلونها في منحدر وادي أثناء أدائهم لواجبهم المهني في مكافحة الحريق الغابوي المسجل بغابة "كدية الطيفور".

وعلى إثر ذلك، أصدر الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بتطوان للرأي العام، تعليماته للشرطة القضائية المختصة بفتح بحث قضائي معمق حول ظروف نشوب هذا الحريق وتشخيص كل من يكون وراء ذلك، حيث أفضت التحريات الأولية إلى إيقاف أربعة أشخاص مشتبه في تورطهم في الحادث، تم وضعهم رهن تدبير الحراسة النظرية في انتظار استكمال الأبحاث ليتأتى ترتيب الآثار القانونية اللازمة على ضوء ذلك.