X
Advertising

بعد الرباط.. الهدم يهدد ساكنة بوقنادل وعامر

الأمس 19:42
بعد الرباط.. الهدم يهدد ساكنة بوقنادل وعامر
Zoom

تشهد منطقتا عامر وبوقنادل حالة من التوتر والقلق بعد الإعلان عن النسخة المحينة لتصميم التهيئة، في وقت تتجدد فيه مخاوف الساكنة من وقوع عمليات هدم قد تذكرهم بمصير الأحياء التي شهدت عمليات تدمير في الرباط، مثل عنق الجمل وسانية غربية، حيث فقد العديد من السكان منازلهم وأراضيهم دون تعويضات منصفة.

وتم عرض النسخة المحينة من التصميم في 9 شتنبر الجاري، حيث أعطيت الفرصة للسكان للتعبير عن ملاحظاتهم واقتراحاتهم قبل أن يتم التصويت عليه وإحالته للمصالح المركزية في وزارة الإسكان. ولكن العرض لم يكن مجرد فرصة للاقتراحات، بل تحول إلى حدث مثير للقلق، خاصة بعدما انتشرت أخبار حول احتمال نزع ملكية الأراضي وترحيل السكان، وهو ما أثار حالة من الارتباك بين العديد من العائلات.

محمد كربوب، رئيس جماعة عامر، عقد اجتماعًا مع السكان لتوضيح الموقف، حيث أكد أن التغييرات التي تطرأ على تصميم التهيئة لا تعني بالضرورة الشروع في عمليات هدم. وقال إن التصميم يهدف أساسًا إلى إعادة تنظيم الأراضي وتحديد مواقع المشاريع المستقبلية مثل العمارات والفيلات. ورغم هذه التطمينات، فإن سكان المنطقة ما زالوا غير مطمئنين، حيث أشار البعض إلى أن بعض الأراضي غير المحفظة قد تواجه تهديدًا حقيقيًا من عمليات الهدم، خاصة في ضوء المشاريع الكبرى التي يتضمنها التصميم، مثل إنشاء مناطق صناعية وتجارية.

هذا التوتر يأتي في وقت بدأت فيه سلطات سلا عمليات هدم في عدة أحياء، استعدادًا لإطلاق مشروع القطار الجهوي الذي سيربط بين عدة مدن في جهة الرباط سلا القنيطرة. وقد عبر المتضررون عن خوفهم من أن تعويضاتهم قد تكون غير كافية مقارنة بالقيمة السوقية لعقاراتهم الحالية. هذا الوضع يعيد إلى الأذهان الأزمات التي مر بها سكان دوار البراهمة في فبراير الماضي، حينما فاجأتهم جرافات الهدم رغم تأكيدات سابقة بوقف العمليات.

ورغم أن تصميم التهيئة الجديد يزعم أنه يراعي الخصوصيات البيئية والاجتماعية للمناطق المعنية، ويحاول التوازن بين التوسع العمراني والحفاظ على الموارد الطبيعية، إلا أن الساكنة تظل مشككة في جدوى هذه الوعود. وتظل غابة المعمورة، التي تعد "الرئة الإيكولوجية" للجهة، محط اهتمام كبير ضمن هذا التصميم، ولكن السؤال يبقى: هل سيتحقق التوازن بين الحفاظ على البيئة وتنظيم النمو العمراني دون التأثير المدمر على حياة السكان؟

على الرغم من أن الساكنة والمجالس المنتخبة في منطقة عامر وبوقنادل طالما دعوا إلى إخراج تصميم التهيئة منذ عقود، إلا أن المشاريع المهيكلة التي كانت منتظرة لتحسين ظروف الحياة في الأحياء، مثل حي البراهمة، لم تر النور بعد. وبينما يظل الحلم بتحقيق التنمية والتأهيل قائمًا، فإن الواقع يشير إلى تعثر متكرر في تنفيذ هذه المشاريع، ما يترك الأحياء في حالة من التهميش المستمر.