X
Advertising

باحثون يناقشون تطور السينما الأمازيغية ورهانات تثمينها

الأمس 02:22
باحثون يناقشون تطور السينما الأمازيغية ورهانات تثمينها
بقلم: EL JAMMAL Mohammed
Zoom

احتضن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يوم الخميس بالرباط، مائدة مستديرة حول موضوع «السينما الأمازيغية: رؤى مختلفة»، خصصت لمناقشة مسارات تطور الإنتاج السينمائي الأمازيغي وأسئلته المفاهيمية والجمالية، وكذا سبل تعزيز مكانته ضمن المشهد السينمائي الوطني.

ويأتي هذا اللقاء في إطار الاحتفال بالذكرى الرابعة والعشرين للخطاب الملكي السامي بأجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهو الخطاب الذي شكل منعطفاً حاسماً في مسار النهوض بالثقافة الأمازيغية وترسيخ حضورها في الفضاء الوطني.

وخلال النقاش، أكد الباحثون والنقاد المشاركون أن الحديث عن السينما الأمازيغية يستدعي العودة إلى تاريخ نشأتها وتحليل مكوناتها الفنية والجمالية وعلاقتها بمحيطها الثقافي والاجتماعي، مشيرين إلى أن هذا النوع من السينما عرف تحولاً تدريجياً منذ تسعينيات القرن الماضي، منتقلاً من تجارب فردية بسيطة إلى إنتاجات أكثر نضجاً من حيث المعالجة الدرامية والإخراجية.

وأوضح المتدخلون أن تطور السينما الأمازيغية جاء متناغماً مع الدينامية التي شهدتها الثقافة الأمازيغية عموماً في مجالات الأدب والفنون والبحث الأكاديمي، معتبرين أنها اليوم ركيزة أساسية من مكونات المشهد الثقافي المغربي.

وفي معرض النقاش حول مفهوم “الفيلم الأمازيغي”، أبرز المشاركون أن هذا التصنيف يتجاوز البعد اللغوي ليشمل الدلالات الجمالية والفكرية والتاريخية التي يحملها العمل، مشيرين إلى أن القيمة الحقيقية لهذه الإنتاجات تكمن في قدرتها على تمثيل الإنسان الأمازيغي في تنوعه وارتباطه بالهوية المغربية الجامعة.

كما اعتبروا أن العمل النقدي الأكاديمي حول السينما الأمازيغية يفتح آفاقاً جديدة لفهم هذا الحقل الفني، ويساهم في بلورة رؤية أعمق لموقعه داخل السينما المغربية. ودعوا في هذا الإطار إلى إيلاء مزيد من العناية بالأرشيف السينمائي الوطني باعتباره أداة أساسية لتتبع التحولات الجمالية والفكرية التي عرفتها السينما بالمغرب منذ خمسينيات القرن الماضي.

وعرفت المائدة المستديرة حضور عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، والأمين العام للمعهد، الحسين المجاهد، إلى جانب ثلة من الباحثين والمهتمين بالشأن السينمائي والثقافي.

ويواصل المعهد، من خلال هذه المبادرات، ترسيخ دوره في النهوض بالثقافة الأمازيغية وتثمين تعابيرها الفنية، انسجاماً مع التوجيهات الملكية التي أكدت منذ خطاب أجدير سنة 2001 على جعل الأمازيغية مكوناً أصيلاً من الهوية المغربية المتعددة والغنية بروافدها الحضارية.