X

الطالبي العلمي يفتتح المنتدى البرلماني الإقتصادي المغربي-الموريتاني

الطالبي العلمي يفتتح المنتدى البرلماني الإقتصادي المغربي-الموريتاني
13:25
Zoom

افتتحت صباح يومه الجمعة 09 ماي الجاري بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، أشغال الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الإقتصادي المغربي - الموريتاني، تحت رئاسة كل من "رشيد الطالبي العلميرئيس مجلس النواب، و"محمد بمب ولد مكترئيس الجمعية الوطنية الموريتانية.

وفي كلمة بالمناسبة قال "الطالبي العلمي"، إننا ندشن مرحلة جديدة في علاقاتنا الأخوية التي تتجاوز المنافع والمصالح إلى روابط الأخوة والدّم، التي جمعت دائما عبر التاريخ وتجمع اليوم، الشعبين الشقيقين المغربي والموريتاني. مُنوهاً باقتراح الجانب الموريتاني لقضايا الزراعة، وتربية الماشية، والصيد البحري، والتكوين وإعداد المهارات البشرية لتكون موضوع هذه الدورة، بمشاركة وزراء وخبراء وممثلين للقطاع الخاص بالبلدين.

وأضاف رئيس مجلس النواب، إذا كانت علاقات بلدينا على المستوى السياسي، كما يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس "محمد ولد الغزواني"، هي نموذج لعلاقات بلدين شقيقين جارين، وإذا كانت الروابط البشرية والثقافية، التي يختلط فيها الدمُ والقِيم والتقاليد، تُيسِّر تواصلاً ودياً بين الشعبين الشقيقين، فإن علاقاتنا على المستوى الإقتصادي والتقني والخدماتي، لا تزال دون الطموحات المشتركة ودون الإمكانيات الهائلة المتوفرة في كلاً البلدين. مؤكداً أن الأمر يتعلق برافعاتٍ وثوابت نحنُ مَدْعُوُّون، معاً، إلى استثمارها من أجل رفع التحديات العديدة والكبرى التي تواجهنا، وربح الرهانات وتحقيق التطلعات التي يطمح إليها الشعبان الموريتاني والمغربي.

وأشار إلى أن موريتانيا، كما المغرب، اللذان ينعمان بالإستقرار يُوجَدَان في مواجهةِ محيط جيوسياسي مضطرب في عدد من السياقات. ويوجد بَلَدَانا في مواجهة آفة الجفاف والتصحر الناجم خاصة، عن الإختلالات المناخية، مع ما ينجم عن ذلك من فقدان لمناصب الشغل ومصادر الدخل وهجرات داخلية، في وقت يُواجهان هجرةً ونزوحا من مناطق أخرى من العالم، يُدَبِّرانها بمسؤولية وبوازع حقوقي وإنساني يليق بتقاليد الإستقبال والعيش المشترك التي تميز شعبي البلدين. معتبراً أن هذه التحديات ليست قَدَراً لا رادَّ له، فبالتصميم والشراكة الصادقة والتعاون المكثف، يمكن للجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية أن يَكْتُبَا سويّاً قصة نجاح، وازدهار، وتنمية شاملة قَلَّمَا تُتَاح إمكانياتُها لبلدين جارين.

وأبرز "الطالبي العلمي"، أن العديد من العوامل تُيَسّرُ هذا الهدف المشترك فاقْتصادا البلدين يتكاملان في العديد من الأوجه، ومن حيث المواردُ التي يتوفران عليها وقد حَبَاهُمَا اللهُ موقعاً استراتيجيّاً مَفْصليّاً مفتوحاً على البحر والمحيط بشريط ساحلي طوله أكثر من 4200 كلم، يُشكّل مجالاً لإقامة مشاريع استراتيجية في مجال السياحة والتجهيزات الأساسية والخدمات، فضلا عما يختزنه عمقهما البحري من خيرات منجمية وموارد سمكية، ويُتيح هذا الموقع للبلدين إمكانيات تَحَوُّلِهِمَا إلى قاعدتين للتجارة الدولية، ليس فقط بين أفريقيا وأوروبا، ولكن في اتجاه الأمريكيَّتين. ولفت إلى أن كِلاَ البلدين يتوفران على هرميْن سُكانيَّين شابَّين وموارد بشرية هائلة، يمكن  بتكوينها وتأطيرها، أن تُشكّل ثروة حاسمة من أجل النهضة، وتحويل اليأس الذي يتسرب إلى بعض فئات الشباب إلى طموح، وحماسة، وإسهامٍ في البناء. 

وتابع تتوفر موريتانيا والمغرب على إمكانيات هائلة لتوسيع وتكثيف وتنويع قطاعات الزراعة وتربية الماشية والصناعات السمكية مُسْتَنِدَيْن في ذلك إلى تقاليد عريقة وثقافة غنية في هذا المجال. وعتبر أن العلاقات بين البلدين نموذجاً لعلاقات الأخوة وحسن الجوار، أساسها الثقة المتبادلة المكفولة بالإرادة السياسية لقائدي البلدين، والتفاهم والتناغم في الثقافة والقيم والمزاج العام، بين الشعبين، وما يميزهما من تسامح واعتدال وتضامن وثقافة المبادرة ومواجهة الصعوبات. مؤكداً أن عمقنا الأفريقي المشترك يُشكّل مجالاً فريداً للشراكة المبنية على منطق رابحءرابح، ولتطوير الأعمال والمبادلات، لأننا، كما أسلفت، نُشَكِّلُ حلقةً أساسية بين ثلاث عوالم: أفريقيا وأروبا والعالم العربي، ومنه إلى آسيا، وأُورَاسْيَا.

وخلص إلى التأكيد أن موريتانيا والمغرب مرشحان لأن يلعبا أدواراً حاسمة في هذين المشروعين اللذين يكتسبان بُعداً استراتيجياً دولياً. وما من شك في أن ما يتوفر عليه البَلَدَان من تجهيزات أساسية صاعدة، تُشكّل روافد للربط القاري والدولي تُعزّز مثل هذين المشروعين الطموحين. وبمنطق المصالح، وبمنطق الإستراتيجيا والتموقع العالمي، فإن ذلك لن يكون إلا في صالح بَلَدَيْنَا وشعبيْنا والشعوب الأفريقية.


إقــــرأ المزيد