مركز ذكي لمعالجة أمتعة الترانزيت

أعلن المكتب الوطني للمطارات عن دخول مركز "Fast Baggage Center by ONDA" حيز الخدمة، وهو منشأة لوجستية متطورة مخصصة لمعالجة أمتعة رحلات العبور (الترانزيت) بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، وذلك في خطوة تهدف إلى تحسين كفاءة عمليات النقل وجودة الخدمات المقدمة للمسافرين.

وقد تم تشييد هذا المركز داخل مبنى حديث يمتد على مساحة 15.200 متر مربع، ومجهز ببنية تحتية تكنولوجية متقدمة تتيح مضاعفة طاقة الفرز وتسهيل عمليات المعالجة، إذ تم تقليص مدة مرور الأمتعة إلى خمس دقائق فقط، مع إمكانية استيعاب تصل إلى 6000 حقيبة في الساعة. ويُعد هذا المشروع جزءًا من تنفيذ استراتيجية “مطارات 2030”، الرامية إلى ترسيخ موقع المغرب كمركز لوجستي إقليمي ودولي، وتعزيز مكانة الدار البيضاء كمحطة عبور عالمية.

ويعتمد النظام الجديد على جهازين للفرز الآلي يعملان بتنسيق لمعالجة أمتعة الرحلات القصيرة والطويلة بشكل منفصل، عبر مسارات نقل مؤمنة بأحدث تجهيزات التفتيش والكشف عن المتفجرات، بما ينسجم مع المعايير الأمنية الدولية. كما يتضمن المركز تقنيات ذكية، من بينها نظام مركزي للفرز، ومحطات فهرسة أوتوماتيكية، بالإضافة إلى مراقبة دقيقة للأمتعة غير المطابقة للمقاييس، ونظام إشراف رقمي يضمن استمرارية انسيابية الحركة، مع تقليص استهلاك الطاقة بنسبة 15%.

ويمثل إطلاق هذا المركز خطوة نوعية في تحسين الأداء التشغيلي للمطار، كما من شأنه أن يعزز قدرات الخطوط الملكية المغربية، لاسيما في ما يتعلق بتقوية الربط الجوي مع القارة الإفريقية، التي تشكل أولوية استراتيجية على مستوى توجهات النقل الجوي الوطني. ومن جهة أخرى، يُنتظر أن يسهم هذا المركز، بفضل موقعه المركزي، في تخفيف الضغط عن نظام الفرز التقليدي، مما سينعكس بشكل إيجابي على مدة تسليم الأمتعة للمسافرين، ويُحسن من تجربة السفر بشكل عام.

وقد دخل المركز حيز التشغيل الفعلي مع مرحلة انتقالية تمتد لعدة أسابيع، ستُخصص لضبط النظام وتحسين أدائه، وذلك تحت إشراف فرق تقنية متخصصة تابعة للمكتب الوطني للمطارات. ويأتي هذا التطور في سياق حيوي، تزامنًا مع الاستعدادات الجارية لاحتضان المغرب كأس الأمم الإفريقية 2025، مما يعكس التزام المكتب بمواكبة التحولات وتلبية متطلبات المسافرين عبر استثمارات استراتيجية في البنيات التحتية والخدمات اللوجستية.