المغرب يوقف التبادل التجاري مع مليلية

في قرار مفاجئ أربك الفاعلين الاقتصاديين، أقدمت السلطات المغربية على وقف مؤقت لحركة الواردات والصادرات عبر المعبر التجاري الحدودي مع مدينة مليلية المحتلة، إلى حين انتهاء عملية العبور الصيفية "مرحبا 2025"، وفق ما أوردته وكالة "كيليس" الإسبانية المتخصصة في الشؤون الجمركية والنقل الدولي.

القرار، الذي دخل حيز التنفيذ دون أي إعلان رسمي أو توضيح من الجانب المغربي أو الإسباني، فاجأ المهنيين وأثار تساؤلات في أوساط المستثمرين، لا سيما وأنه جاء في ذروة موسم اقتصادي حساس تعرف فيه المبادلات التجارية عادة نشاطاً مكثفاً.

صحيفة "كادينا سور" الإسبانية سلطت الضوء بدورها على التداعيات المحتملة للإجراء، مشيرة إلى حالة الارتباك التي عمت أوساط شركات النقل والتصدير، التي كانت تراهن على استقرار المعبر لتلبية الطلب الموسمي المتزايد وضمان استمرارية سلاسل الإمداد.

ويخشى أن يلقي هذا التوقيف المؤقت بظلاله على حركة البضائع في فترة تعرف فيها الموانئ والمعابر المغربية ازدحاماً كبيراً بسبب عملية "مرحبا"، التي تستقبل خلالها المملكة أعداداً ضخمة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

اللافت أن هذا القرار يأتي بعد أشهر قليلة من إعادة فتح تدريجية للمعبر التجاري بين الناظور ومليلية، بعد سنوات من الجمود، في سياق تقارب مغربي-إسباني اعتُبر مؤشراً على انبعاث الثقة واستئناف التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وقد سمحت إعادة فتح الجمارك بعبور شحنات تجارية في الاتجاهين، وسط مراقبة صارمة وتنظيم محكم، مما بعث التفاؤل لدى عدد من المقاولات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة الحدودية، قبل أن تُفاجأ مجدداً بهذا التوقيف الذي أعاد الضبابية إلى المشهد التجاري.