المغرب يقترب من الريادة الرقمية مع حلول 2026

يشهد المغرب طفرة رقمية لافتة تجعله من أكثر الدول اتصالاً بالإنترنت في شمال أفريقيا مع اقتراب عام 2026، مدفوعاً بزخم التحول التكنولوجي وتوسع شبكات الاتصال وانتشار الهواتف الذكية بين فئة شابة تمثل نصف السكان.

ووفق تقرير «الرقمية 2026: المغرب»، بلغ عدد سكان المملكة 38.5 مليون نسمة في أكتوبر 2025، يعيش ثلثاهم في المناطق الحضرية، بينما تواصل نسبة الشباب المرتفعة تغذية الطلب على الخدمات الرقمية. وسجلت البلاد 57.1 مليون اشتراك في خدمات الهاتف المحمول، أي ما يفوق عدد السكان بنسبة 48%، منها 88% تعتمد على شبكات الجيلين الرابع والخامس، في مؤشر على تسارع انتشار النطاق العريض وتحسن جودة الخدمة.

كما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت 35.5 مليون شخص، أي ما يعادل 92.2% من السكان، مع ارتفاع سنوي طفيف يقابله تقلص الفجوة الرقمية في الوسط القروي. وارتفعت سرعات الاتصال بشكل قياسي، إذ وصلت سرعة الإنترنت المحمول إلى 60.31 ميغابت في الثانية، والثابت إلى 55.89 ميغابت، بزيادات تجاوزت 40% و80% على التوالي خلال عام واحد.

وفي موازاة ذلك، شهدت شبكات التواصل الاجتماعي توسعاً كبيراً، إذ يضم الفضاء الرقمي المغربي 22.8 مليون حساب نشط، ما يمثل 59% من مجموع السكان. وسجّل التقرير انضمام 1.7 مليون مستخدم جديد خلال عام، فيما بلغت نسبة النساء 41% من إجمالي المستخدمين، في دلالة على اتساع المشاركة الرقمية عبر مختلف الفئات.

وتتصدر منصتا إنستغرام وتيك توك المشهد الرقمي، حيث تجاوز عدد مستخدمي الأولى 15 مليوناً، والثانية 16.7 مليوناً، وهو ما يعكس الإقبال المتزايد على المحتوى المرئي والتفاعلي لدى الشباب المغربي. أما على الصعيد المهني، فقد توسعت شبكة LinkedIn لتضم نحو 6.9 مليون مستخدم، تمثل ربع القوى العاملة تقريباً، مما يعزز رقمنة سوق العمل والعلاقات المهنية.

ويخلص التقرير إلى أن المغرب بات قريباً من تحقيق تحول رقمي شامل، بفضل تغطية إنترنت تتجاوز 90% وسرعات اتصال متنامية، إلى جانب قاعدة شبابية متصلة تهيئ المملكة لتكريس مكانتها كقوة رقمية صاعدة في شمال أفريقيا خلال السنوات المقبلة.