"براكاج الرباط".. 8 أشهر حبسا لصاحب الإندرايف وسائقي الطاكسي

في تطور مثير لقضية شغلت الرأي العام نهاية دجنبر الماضي، قضت المحكمة الابتدائية بالرباط بالسجن ثمانية أشهر نافذة في حق عميد شرطة ممتاز موقوف عن العمل وأربعة سائقي سيارات أجرة، بعد إدانتهم بتورطهم في مطاردة خطيرة وثّقها شريط فيديو انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

تفاصيل الواقعة تكشف أن عميد الشرطة الممتاز، الذي كان موقوفاً عن مهامه الأمنية حينها، قرر العمل بشكل مؤقت كسائق عبر تطبيق النقل “إن درايف”، في انتظار إعادة تعيينه من قبل المديرية العامة للأمن الوطني. غير أن ما بدا عملاً عادياً تحول إلى مطاردة درامية في شوارع العاصمة.

التحقيقات كشفت عن مطاردة مثيرة بين الضابط وسائقي سيارات الأجرة من الصنف الثاني، تطورت إلى اصطدام عنيف وسط الشارع العام، ما تسبب في تعريض حياة المارة لخطر جسيم. ووصف المحققون الحادث بأنه كان نتيجة "سلوك متهور وعدواني" من طرف السائقين، وسط توتر متصاعد بين مهنيي التاكسي التقليدي والنقل عبر التطبيقات الحديثة.

الحادثة لم تكن مجرد مطاردة عابرة، بل عرّت عن صراع صامت بين عالمين يتنازعان على الزبناء والأرصفة: سائقي التاكسي التقليدي الذين يرون في التطبيقات تهديداً مباشراً، وعمالقة النقل الرقمي الذين يفرضون واقعاً جديداً.

فور وقوع الحادث وانتشار الفيديو، سارعت ولاية أمن الرباط إلى فتح تحقيق رسمي، أسفر عن توقيف جميع المتورطين في شهر دجنبر، ليُحالوا لاحقاً على القضاء الذي أصدر حكماً بالسجن النافذ في حقهم.