المرزوقي يهاجم سياسة الجزائر بشأن الصحراء المغربية

قال الرئيس التونسي الأسبق "منصف المرزوقي"، إن المقاربة التي تبناها النظام الجزائري في قضية الصحراء المغربية وصلت إلى نهايتها، مؤكداً أن الجزائر مضطرة إما إلى تعديل موقفها أو مواجهة تغييرات تفرضها المعطيات الجديدة.

وانتقد "المرزوقي"، خلال ندوة نظمها حزب جبهة القوى الديمقراطية، الجمعة 28 نونبر 2025 بالرباط، موقف "قيس سعيد" من الخلاف المغربي الجزائري، مبرزاً أنه لا يعكس موقف التونسيين وأن تونس ستستعيد قريباً دورها التقليدي كوسيط محايد.

واعتبر الرئيس التونسي الأسبق، أن الأموال والجهود التي خصصتها الجزائر لدعم "البوليساريو" كان يمكن أن تُصرف في تحسين أوضاع الجزائريين. كما رأى أن قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الصحراء المغربية وجه ضربة للسردية التي اعتمدتها الجزائر لسنوات، مؤكداً أن المجتمع الدولي أصبح يعتبرها طرفاً أساسياً في النزاع.

وأشار إلى أن استمرار الجزائر في هذا النهج لم ينتج إلا الجمود والمعاناة، خصوصاً بالنسبة لسكان مخيمات تندوف الذين يعيشون في أوضاع صعبة منذ عقود. وانتقد إصرار الجزائر على فكرة "الدولة الصحراوية"، معتبراً أنها غير قابلة للتحقق. وأكد أنه يفرق بين النظام الجزائري والشعب الجزائري، وأن انتقاداته تأتي من حرصه على وحدة شعوب المنطقة لا من موقع العداء. كما شدد على أن النزاع حول الصحراء المغربية كان له أثر سلبي على بلدان المغرب العربي كافة، وأعاق حلم بناء اتحاد مغاربي موحد.

وجدد المرزوقي، دعوته إلى تمكين سكان المخيمات من ثلاثة خيارات: الحكم الذاتي، الإندماج الكامل في المغرب، أو انتظار تأسيس فضاء مغاربي مشترك. كما دعا برلمانات دول المنطقة إلى إقرار الحريات الخمس كخطوة أولى نحو اندماج فعلي بين شعوب المغرب العربي.