الجزائر تنسحب من أضخم مناورات عسكرية في إفريقيا
قررت الجزائر الانسحاب من المشاركة في أكبر مناورة عسكرية تشهدها القارة الإفريقية، والمقررة إقامتها بالمغرب في الفترة الممتدة من 12 إلى 23 ماي 2025.
وقد أكدت القيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" غياب الجزائر عن النسخة الحادية والعشرين من مناورات "الأسد الإفريقي"، رغم تلقيها دعوة للحضور بصفة مراقب. غير أن الجزائر آثرت التراجع عن المشاركة دون الإفصاح عن الأسباب الكامنة وراء هذا القرار.
وتشهد نسخة هذا العام مشاركة قياسية تفوق 10 آلاف جندي، يمثلون قرابة 40 دولة، من بينها إسرائيل التي تشارك للمرة الثالثة على التوالي، بعد أن انضمت بشكل غير معلن في دورتي 2023 و2024.
ومن المرتقب أن تُجرى المناورات في مواقع متعددة بالمغرب، منها أكادير، طانطان، تزنيت، تيفنيت، القنيطرة وبنجرير، بمشاركة جيوش ومراقبين من قارات أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، إلى جانب دول من الشرق الأوسط. وتُعد هذه النسخة مميزة بدخول مروحيات "الأباتشي" الأمريكية من طراز AH-64E إلى الخدمة في المغرب، بعد تسلم 24 وحدة منها في فبراير 2025.
"الأسد الإفريقي" لم يعد مجرد تدريب عسكري، بل تحول إلى منصة استراتيجية لرسم ملامح التوازنات والتحالفات في شمال إفريقيا. وهو تمرين يجمع بين أبعاد تكتيكية وعملياتية، تشمل مناورات برية، بحرية، وجوية، تُنفذ ليلاً ونهاراً، إلى جانب تدريبات للقوات الخاصة، عمليات إنزال جوي، وتمرينات تخطيط استراتيجي لهيئات الأركان، بالإضافة إلى برامج إنسانية واجتماعية مرافقة.